الأحد، 9 ديسمبر 2012

يوم 28



كان من أغرب الأيام اللى مرت على مصر بعد 3 أيام ، سمعنا وشفنا فى التلفزيون وجربنا حاجات كنا بنقرا عنها، لكن عمرنا ما جربناها، الأول تظاهر بالآلاف فى كل محافظات، وسماع عن قتلى وجرحى بأعداد عمالة تتزايد، و قطع للنت والتليفون، وسماع عن حظر تجول، وناس كتيرة طالعين يشوشونا بكلامهم أن العيال دى فيهم ناس مدربة برة فى أمريكا واسرائيل، وناس بتوزع فلوس، وأن التحرير مليان عليان بتبرشم وبتتعاطى، وتحرش جنسى وحواديت، وكل اللى يتصل يبكى ويتشحتف على مصر، كل ده والنظام أخرس كأن ده بيحصل فى بلد تانية فى قارة تانية، بس ده كنا أعتادنا عليه من كتر الاعتصامات وطول المدد اللى كانوا بيعتصموها الناس فى الشوارع ولا حدش يعبرهم لا وزير ولا غفير، من بتوع ضرائب عقارية لبتوع مصانع اتخصصت وشركات قطاع عام وتم تسريحهم من غير حتى معاشات، لإضراب عمال المحلة، وكان الدنيا والعة طبيعى بس التعتيم الإعلامى ما كانش بيقدر يستمر قدام الاعتصامات اللى مددها ساعات بتتجاوز الشهر، فواضح أن ده كله كان فعلا تدريب للطرفين، تدريب للمصريين يطلعوا صوتهم، وللحكومة أنها تسوق الاستعباط وتطنش.
وبعد خروج المعلم الكبير قوى/ أبو ضب قاتل سعاد حسنى ووزير الإعلام السابق ورئيس مجلس البطيخ، ومهندس حزب الحرامية، وقالك الحزب شامخ ماحدش هرب ولا ركب الطيارة، وأن الشباب ده مضلل ومضحوك عليه وأن مطالب الناس فوق رؤوسنا بس يطلبوا بأدب، ودا كان خطاب يوم 27 غاية فى الاستفزاز وزود تعاطف الناس مع المتظاهرين اللى كانوا انطحوا من يوم 25 لحد 28واتملت المعتقلات بالمعتقلين العشوائيين وكان بيجى صور فى التلفزيون لناس لابسة مدنى الكل طبعاً فاهم أنهم أمن مركزى وأمناء شرطة ولابسين مدنيين، يوم 28 الغريب والجديد اللى فيه مش اندلاع المظاهرات فى كل محافظات مصر لحد سيناء والعريش والشيخ زويد ورفح، ولا البورصة اللى خربت ، ولا المتظاهرين اللى انضم لهم أعداد غفيرة من الناس، وكان اللى ينضرب ويتصاب يروح يتعالج ويرجع تانى، مش كسر حاجز الخوف والصمت ، لكن الجديد هو كم الاصابات اللى بدأت تحصل فى صفوف الشرطة والمظهر اللى كانوا عليه من أنهيار وتعب.
ويوم 28 كان فيه دعوات كتيرة لجمعة الغضب وكل الأحزاب الكرتونية المدعية قررت أنها تشارك، واللى كان مكسوف من نفسه وبيقول أحنا كنا عاوزين نهدى الوضع ونحافظ على البلد وما منعناش أى حد تبعنا يشارك، بدأوا يقوموا بدعوة الناس اللى تبعهم للمشاركة بقوة فى مظاهرات جمعة الغضب، واتبدلت الشعارات من يوم 25 اللى كانت محصورة فى عيش حرية كرامة أنسانية، اتغيرت للشعب يريد إسقاط النظام، وخرجت المظاهرات من كل مساجد مصر، رغم أن خطب كل الدعاة كانت للتهدئة بالأمر المباشر، وطول اليوم قنوات الأخبار العربية والأجنبية بتجيب مشاهد بديعة لتقدم الثوار اللى فى اليوم ده فعلا بدأ الكل يقول عنهم ثوار، مش متظاهرين، وبدأ يطلق على اللى بيحصل ثورة مش تظاهرات، وعلى الساعة 8 بدأت الأخبار تتوالى ، انسحاب الشرطة، حرق مقرات الحزب الوطنى، وأقسام شرطة فى محافظات كتير، وحرق لمكاتب شركات لأحمد عز، هروب مساجين من سجون مصر، انتشار بلطجية، ونزول الجيش، الحقيقة انسحاب الشرطة كانت فرحة ما بعدها فرحة ونزول الجيش أكد انتصار الثوار ومكسبهم على الأرض، ورغم ان كان فيه مخاوف قليلة أن الجيش ياخد أوامر بالضرب، لكن الحقيقة كان جوانا إيمان أن الجيش عمره ما هيوافق يضرب، وما كانش قدامنا غير الاعتماد على ربنا فى حاجة زى كده وأنه يثبت الجيش على الحياد على الأقل، وده هينجح بالتأكيد الثورة، وأخيراً  صحى الراجل العجوز من غيبوبته وقرر يتواضع ويكلمنا، وبعد الساعة 12 بشوية والناس لازقة قدام التلفزيونات تمخض الجبل فولد فاراً ومسلوخاً كمان ، قالك هأغير الحكومة بحكومة جديدة الناس بقى شدت شعرها وضغطها أرتفع، والكل قرر أن الراجل ده يا أما ما بيفهمش، يا ميت أكلينيكاً، وبدأ الناس يتوافدوا تانى على الميدان وهما مقررين الاعتصام حتى الرحيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق