الثلاثاء، 19 مارس 2013

حلمى الشهيد

(ثورة-ثورة حتى النصر-ثورة فى كل شوارع مصر) دا الكلام اللى كنا بنقوله فى الميدان واحنا مفكرين أننا عملنا ثورة هتغير وجه الحياة فى مصر- وهيسود العدل والمساواة، والحقوق هترجع لأصحابها والغلابة هيقدروا يعيشوا، ومش هنرجع تانى شعب ال25% والباقى تحت خط الفقر وهامشيين فى بلادهم، من كام يوم زوجى قال لى أحنا بقينا لاجئين كنا بنتكلم عن الانتخابات ، لكن الحقيقة أحنا حتى ما حصلناش اللاجئين، واللاجىء فى أى بلد محترمة بيكون له حقوق أما أحنا فانتفت عننا كل الحقوق اللى كنا بنحلم مجرد حلم أننا نحققها، ساعات بأشفق على الشهداء اللى ماتوا ضحايا الحلم الذى اصبح تحقيقه مستحيل أكثر من الأول.

وأنا صغيرة لسه قلبى أخضر برىء كنت بأحلم أنى لما أكبر هاكون حد يساعد كل الناس الغلابة هاتكلم بلسانهم وأساعدهم وأبذل كل جهدى لمعاونتهم ، وبابا حلم انى اكون طبيبة بشرية واعلق يافطة كبيرة فيها اسمى واسمه ودخلت المعامل من سن 8 سنين ، ماما بقى كانت خايفة عليا من الشغلانة دى لحسن تدمر حياتى الشخصية فحلمت انى اكون صيدلانية وافتح صيدلية كبيرة وبرضة احط يافطة كبيرة، انا بقى كنت عاوزة اكون سلوى اللى فى قصة عائشة ابو النور، سلوى الباحثة اللى بتشتغل فى مركز البحوث الاجتماعية والجنائية باساعد الناس باشفيهم من امراضهم الاجتماعية بامد ايدى بادوات مش جراحية عشان استاصل عذابهم والمهم ومعاناتهم وكبرت وكبر الحلم وتمردت على احلام بابا وماما وحققت جزء من حلمى لكن فقت على كابوس انى مش هاكون باحثة ولا هاقدر اشتغل فى المركز القومى للبحوث، فى النظام السابق ما كانش ينفع بابا وماما موظفين عاديين وبابا كان فى حزب العمل الاشتراكى فاكيد اسمى فى اى مكان كان بيتحط ادامه اكس كبيرة كترت شهاداتى ومالقيتش غير شغلانة اخصائية قابلت فيه ناس كتيرة عاقبونى على شهاداتى الأعلى منهم، كنت محتاجة معجزة أو تذكرة سفر لآى بلد ، قامت ثورة قلت دى بشرى معجزة فى عصر ماتت فيه كل المعجزات طلعت انتفاضة ميت ، ما كانتش معجزة، كانت رصاصة اردت حلمى شهيداً، خلاص من النهاردة مش هاحلم اكون من رواد علم الاجتماع، مش هاحلم اساعد الناس، مش هاحلم ابدد اليأس وأزرع الأمل، مش هاحلم بالعالمية ، انا اتجوزت وخدت اجازة وقعدت فى البيت وبقيت اكره انزل الشارع، عدت أكتر من سنة وانا روحى ميتة مع حلمى الشهيد باصحى اخر حلمى اخلص الطبيخ والغسيل وطظ فى الدكتوراه والعالمية والمركز القومى للبحوث ماهو حلمى مات شهيد والاموات ما بيصحوش.