الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

يوم الأنفجار

النهاردة طبعاً يوم 25 يناير وهو أجازة رسمية عند الكل، وكانت جرأة والله منهم أنهم يعملوه أجازة رسمية بس أهو يمكن لأن الدولة كانت متوقعة زى كل الناس 10 دقايق وتتفض المسألة، كنت متحمسة اوى صحيت بدرى، وقعدت أتابع قدام التلفزيون ، جابوا صورة عادية لشوية ناس بتتظاهر عاوزين عيش وحرية وعدالة اجتماعية، كان لسه كلام الولاد فى الميكروباص بيرن فى ودانى، فقلت لبابا ولماما تيجوا نروح دمياط القديمة ورحت ميدان الساعة، ولقيت دمياط اسكت هس ولا فيه مظاهرة ولا حاجة والسواق شغالة عادى، ورحنا اشترينا شوية حاجات ورجعنا.
عاوزين الحق رجعت محبطة واتصلت بصافى قالت لا بالعكس ادخلى على النت وشغلى الجزيرة واتفرجى، اللى جاى فى تلفزيوناتنا مش حقيقة، قلت لها أنا كنت فى دمياط ومفيش حاجة، قالت لى فيه مظاهرة كبيرة فى دمياط قامت قبل العصر بشوية، واولاد خالتى كلمونى وسمعت صوت الناس، وفى الحقيقة دخلت النت وطلعت شغلت التلفزيون وجمعت البيت وبدأ الكل يتابع باهتمام وكانت برضة مظاهرة عادية،وناس بتقدم ورد للشرطة، بس بدأوا يطلبوا من الناس ينضموا ليهم، وكان فيه ناس سخيفة بترمى عليهم ميه.
المهم كل ده كان عادى لحد ما بدأت الاشتباكات وعنها كل اللى فى ايده حاجة فى بيتنا سابها ولزقنا أدام التلفزيون وانا باتابع الجزيرة وصافى بتابع قناة البى بى سى وبنكلم بعض على التليفون وبجد ما بقتش فاهمة إيه اللى بيحصل هى العيال المتظاهرين هيعتصموا فى ميدان التحرير يعنى ولاد وبنات هيناموا فى التحرير على الارض فى الشارع كده، وحسنى والأمن هيسيبوهم، أن حد يصرح بحاجة من حكومة الخرس دول أبدأ، وجه الليل وأنا على أعصابى كأنى كنت معاهم، وعرفنا وقتها أن الموبايلات بتاعتهم اتقطع عنها الإرسال، وفجأة شفنا دخان وعساكر بيجروا والعيال بتدخل الشوارع الجانبية وبترجع، وأنا برضة لسه مش فاهمة طيب موقف الشرطة مفهوم، موقف العيال دول ايه، عاوزين ايه المظاهرة خلصت ما يروحوا بقى عشان أنا كمان اعرف أدخل وانام يكونش عاوزين يعملوا ثورة زى التوانسة معقولة برضة وأنا هأخوت دماغى ليه أخش أنام والصباح رباح ، ولما يجى بكرة نشوف هيحصل إيه

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

قبل الثورة بكام يوم

كان يوم مشمش وحلو من أيام يناير القليلة اللى بيطلع فيها الشمس على مدينة دمياط الجديدة اتصلت بصافى عشان نخرج من البيت فى نفس الوقت ونتقابل عند المدرسة وكنت جاهزة فخرجت وصلت المدرسة قبل صافى، كانت هادية ومعظم الناس بتيجى تمضى وتخلع، لكن أنا وصافى بنجى ونقعد ، عالم فاضية مفيش ورانا حاجة بقى وما بنصدق نشوف بعض وهات يا رغى، اتكلمنا يومها عن السياسة وكلمتها عن حاجتين مسلسل اسمه الحارة، وفيلم اسمه بنتين من مصر وأن الحاجتين دول بيجسدوا معظم المصايب الموجودة فى مصر بشكل واقعى جداً ، وأن البنتين من مصر يشبهونا أصلا كنا ساعتها مازلنا مدرجين تحت قائمة العوانس، قبل ما نترقى عقبال عندكم وندخل تحت قائمة المدامات وحصل بعضنا فى سنة واحدة، ودا يظهر الحاجة الوحيدة اللى جت لنا من الثورة، المهم كالمعتاد قررنا نتمشى فى الصعيدى أنا وهى ونجيب دوريتس اللى بنحبه ونشترى شوية حاجات ، واحنا ماشيين اتكلمنا عن اللى بيحصل فى المدرسة المديرة المفترية وزميلتين لينا كانوا شغالين جواسيس علينا لصالح المديرة ، والجودة وكالمعتاد كنا بنضحك، وفجأة قلت لها تانى تفتكرى مصر هتعمل زى تونس فردت وقالت لأ البلد عندنا مختلفة أحنا زى البط نجعجع وبس واتفقنا نغيب ونستنى نشوف هيحصل إيه فى مصر يوم 25 يناير وهيحصل إيه فى المدرسة (هيشطبوا يعنى ولا لأ)

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

ما قبل الانفجار

صحيت من نومى زى عادتى مقريفة من يوم ما رحت المدرسة النيلة اللى نقلتنى فيها الموجهة نكاية فى الموجه أو نكاية فيا، ودا طبعا لأنى ارتكبت جرم عظيم وحصلت على أعلى الشهادات الدراسية فى الإدارة اللى كنت باشتغل فيها ولأن موجهينى كانوا مرعوبين مش بس من شهاداتى، لا من كفاءتى ونشاطى ومهاراتى المتعددة اللى خلت مدير الإدارة يحارب الموجه العام عشان يأخدنى لمشروع فاشل اسمه الجودة، وسافرونى الاسماعيلية أدرب هناك وده فى نص شعبان ففضلت صايمة أما زمايلى الأفاضل فلقوا الأكل بالكوم فضلوا اللحمة والجاتوهات ليل ونهار وكانهم رايحين تدريب للعلف مش تدريب للجودة أو يمكن دى الجودة وأنا اللى مش بأفهم، المهم حظى السىء خلانى اتحمس وقلت يمكن أقدر أعمل حاجة للتعليم المنهار كليا فى بلدنا وأبقى كده أديت رسالتى فى تحسين المجتمع.
وبدأت أدرب المدارس وواحدة من المديرات الفاتنات اللى كانت بتحب تستقطب المتحمسين لمدرستها وتسفيد منهم فى الشغل ودى شهادة أدام ربنا رغم تسلطها وقلة ضمير فى أى معركة بتدخلها ضد أى خصم، حاربت الست المديرة عشان تضمنى لمدرستها طمعاً فى الجودة ومميزاتها، ولأنها عرفت أنى أنشط عنصر فى الفريق وكمان لا متجوزة ولا ورايا حاجة غير الدكتوراه وبكده تكمل نص دستة من الدكاترة بيشتغلوا تحت ايديها.
واتفقت الظروف عليا، ولقيتنى مخلى لى من مدرستى على وجه السرعة، وهناك شوفت صنوف العذاب اللى ساعدت على أنفجار ثورتى والتفاصيل مش مهمة أوى هنا لكن سخطى وصل لحد أنى كرهت روحى وكنت بأصحى كل يوم أصلى الفجر وأقول الأذكار وأفضل أقول قرآن لحد ميعاد المدرسة وأجرى أخد عربية ماما وأروح عشان أجنب نفسى كلمتين بايخين، كنا فى نهاية الامتحانات وداخلين على الإجازة والمفروض كان هيتم تقييم المدرسة فى شهر 3 عام 2011 وأحنا فى شهر يناير ومش كملنا كل شغل الورق والأنتيكة ، وكانت الست المديرة بتجمعنا كل يوم عشان ترهبنا وتتوعد وتهدد اللى مش هيساعد،لدرجة خلت المدرسة بركان على وشك الانفجار وعشان تاخد مننا شغل قسمتنا لفريقين فريق الصبح وفريق أخر النهار واللى شجعها على القرار ده نشرة وصلت من الوزارة أن على المدرسين والعاملين فى المدرسة التواجد فى المنشأة على مدار اليوم لحمايتها.
الحقيقة كانت فرصة لطيفة أنه تم اختيارى لفريق أخر النهار أنا وصاحبتى الأنتيم صفاء أخصائية الإعلام فى المدرسة واللى من نفس سنى ونفس ظروفى اعتبرناها فرصة لطيفة نتقابل مع بعض كل يوم فى أجازة نص السنة وناكل دوريتس  ونحكى وكنا بنجهز ساندويتشات ومجاتنا الحرارية نملاها نسكافية وكانت حاجة لطيفة خالصة وما بين وقت والتانى نتكلم على الماشى كده عن الكلام المتنطور عن المظاهرات بتاعة 25 وكان رأى صفاء زى رأى بابا ما حدش هيعمل حاجة وأنا ما كانتش موافقاهم بس ما كانش عندى دليل أقدمه أن 25 هيحى الموتى وأن عنصر المعجزة ما بقاش موجود وأشوف الحلقة الجاية 

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

يوميات الثورة(قبل البداية)

فى الأول سمعت شابين فى الميكروباص بيتكلموا ورايا عن الثورة كنت رايحة دمياط مديرية التربية والتعليم أقدم سى دى عليه نسخة من رسالة الماجستير بتاعتى وواخدة كل شهادات، الكلام اللى سمعته من الشابين شد انتباهى، كانوا بيتكلموا عن أن كل الناس لازم تنزل وتشارك فى المظاهرات وأن اللى مش هينزل هيبقى خان بلده وناسه وكلام كتير كان غريب على مسامعى كان الفضول هيقتلنى وأعرف شكلهم خفت التفت ورايا ابص عليهم واشوفهم،يقوموا يخافوا ويبطلوا كلام، المهم نزلت بعد ما سمعت حوار بينهم وبين شابين تانيين ، والواضح أن الأربعة ما يعرفوش بعض، ورغم أن كلامهم لفت انتباهى إلا أنى كنت مقريفة كان عندى قرف كتير فى شغلى من الموجهين والمديرة وزميلتى واللى ماسكة الدفتر والشغل المكدس، والإشارة اللى وصلت فى أخر لحظة وخلتنى أضطر أروح البيت أجيب نسخة من رسالتى وأخذ شهاداتى وأروح أقدمها فى المديرية لا أنا عارفة هأقدمها لمين ولا عشان أيه رحت مالقيتش حد لا وكيل الوزارة ولا الموظفة اللى المفروض تاخد منى الورق وفضلت موظفة هناك مش فاهمة تنزلنى وتطلعنى أصور أوراق، وختمت أنى ضيعت شهاداتى فى المواصلات كل شهاداتى الأصلية، وماخدتش بالى إلا لما رجعت البيت فى دمياط الجديدة ورجعت تانى دمياط القديمة ألف وأسأل ودموعى مغرقة وشى وأخيراً لقيتهم حمدت ربنا ورجعت البيت وحكيت لبابا أن سبب توهانى كان الكلام اللى سمعته من الشابين وإنى متوقعة أن هيحصل حاجة كبيرة جداً يوم 25 يناير، بابا قالى دى مظاهرة 10 أنفار أو ألف بكتيره وهما 10 دقايق والكل هيرجع بيته، قلت له تونس عملت ثورة قال لا أنسى تونس حاجة تانية، احبطنى كلامه، ولأنى كان عندى مصايب متلتلة فى الشغل نسيت الموضوع ورحت نمت