كان يوم هيكتب عنه التاريخ كتير، واتعمل عنه
فيلم مؤخراً وفاز بجوائز كتير، اليوم كان نصر من عند ربنا للثوار اللى كانوا
اتبهدلوا من الناس اللى بدأوا يستغربوا موقفهم بعد الخطاب إياها اللى شق صفوفهم
وقلبهم على بعض، لدرجة أن الميدان تقريبا بقى فاضى إلا من المجموعة الصامدة اللى
لولاها كان فاتنا لسه تحت حكم مبارك وأعوانه لحد النهاردة، كنا كلنا بالذات اللى
فى البيوت متأثرين جداً بخطاب مبارك، وهو كمان كان بيعمل زيارات مش مفهومة للجيش
ومراكز القيادة بتاعته وكأنه بيحاول يثبت للناس أنه لسه مسيطرة على الجيش مما يعنى
أن الجيش الورقة الأخيرة اللى ممكن يستخدمها ضد الناس وقتما شاء، ومن الناحية
التانية بيعيد بناء جدران الثقة والتواصل بينه وبين الجيش اللى كان فقد التواصل
معاه من فترة، ويمكن بيستعطفهم، لكن على كلا الناس بعد الخطاب كانت متخيلة أنه كده
وصل لقمة التنازلات والذل وأن كلها كام شهر ويغور بطريقة سلمية، لأن الكل كان
خايفة من مواجهة بين الشرطة والشعب تانى أو بين الجيش والشعب وكده تبقى مصر
اتدمرت.
والثوار لقيوا نفسهم فى موضع تخوين واتهامات
بالعجرفة وانهم عاوزين يضيعوا البلد، وكلام زى الهباب بيتقال عنهم فى أبواق
الإعلام ليل نهار، لكن ربنا أراد لهم النصر ولمصر وأراد لحسنى مبارك الخزى والعار
هو وأتباعه، مجموعة من أتباع مبارك لما عرفوا أن لسه فيه ثوار فى الميدان قالك دول
كام عيل تافهين نخوفهم هيهربوا، وطلبوا من بتوع الجمال والأحصنة اللى فى الهرم
يروحوا الميدان بحجة يؤيدوا مبارك، والعبط صدقوهم وراحوا وأحنا بقى على شاشات
التلفزيون بدأنا نشوف جمال وأحصنة داخلين الميدان، وكان أغرب منظر شافته مصر فى
القرن ده بعد شكل المليونيات، الأسخف لما شلة مبارك سخنوا بعض المؤيدين لمبارك عشان
يروحوا يطردوا الثوار من الميدان وده يدل على عقلية حاشية مبارك، واللى تتسم
بالغباء ، واللى كانت بتتحكم فى حكم بلد له حضارة زى مصر.
لكن انقلب السحر على الساحر، والناس لما شافت
المنظر ده على شاشات التلفزيون وبدأوا يسمعوا عن أن أولادهم بيموتوا بالرصاص الحى،
كانت الانطلاقة بلا رجعة، وكان الموقف ده بدل ما يطرد الثوار استقطب عدد من الثوار
والاستشهاديين، وكل ما يزيد عدد الضحايا والمصابين ونسمع عن شهداء، يزيد العدد
اللى بينضم للثوار فى الميدان والناس رجعت تسخط على مبارك وعلى حاشيته ورجعوا
يتعاطفوا مع الثوار، مش كده وبس تأكدوا أنه كذاب ومالوش حل ولا هو حتى ناوى يتوب
الشياطين اللى رباهم فى حجره وبرعاية نظامه هيفضلوا يزقوه للمشى فى نفس الدرب عشان
يكمل المشوار ماهو البرفان اللى من غيره مش هيقدروا يكملوا جرايمهم فى حق الشعب
المصرى ومش هيقدورا يمصوا دمنا لأخر قطرة.
وكانت أول مرة برضة يتحول المسجد لمستشفى
ميدانى، وانطلقت التعليقات المحلية والعالمية تنكت على موقعة الجمل، وفيه اللى
سماها موقعة الجحش، ومع تزايد عدد الشهداء والمصابين ارتفه سقف المطالب مش بس لعزل
مبارك ولمحاكمته هو ورجالته، واستمر التراشق بالحجارة بين الثوار فى الميدان
ومؤيدين مبارك اللى كانوا واقفين فوق الكوبرى بيرشقوهم بالحجارة، لكن ماحدش كان
فاهم ولا عارف الرصاص الحى وزجاجات المولوتوف جاية منين وبسرعة الميدان اتخلع بلاطه
وكان فيه مبنى بيتعمل فيه تعديلات ومتحاوط بالصاج خلعوه وعملوا منه دروع واتحول
الميدان لمعركة حرب حقيقة ، وكانوا الثوار بيقاتلوا ببسالة وطبعا التلفزيون المصرى
وفضائياته ولا رحموهم، بس مش موقعة الجمل
هى اللى خلت الناس تصدق الثوار وتنضم ليهم الدم اللى سال واللى عينه راحت واللى
رجله راحت واعتقد أن اليوم ده كان من أسوأ الأيام اللى مرت بيها مصر ومع ذلك ميلاد
الثورة الحقيقى فى نظرى بدأ من موقعة الجمل.